كابتن برشلونة يطفئ اليوم شمعته السادسة والثلاثين.
بدأ كارلس بويول مسيرته الكروية في فريق مسقط رأسه لابوبلا دي سغور.
وقد شد إليه الانتباه بفضل مهاراته العالية وموهبته الخارقة،
لينضم إلى أكاديمية الناشئين في نادي برشلونة عن سن يناهز 17 ربيعاً.
وسرعان ما انتقل إلى فريق البارسا "ب"، حيث أصبح واحداً من أبرز
عناصر التشكيل الأساسي، ليواصل تسلق الدرجات واثق الخطى،
إلى أن التحق بفريق الكبار، حيث أشركه لويس فان غال لأول مرة
في مباراة ضد بلد الوليد يوم 2 أكتوبر 1999. ومن ذلك الحين،
أضحى بويول يلعب بانتظام في الفريق الأول حتى بات لاعباً أساسياً
في مركز الظهير الأيمن، قبل أن ينتقل إلى قلب الدفاع،
حيث أصبح يضطلع بقيادة الخط الخلفي بكل اقتدار
ورباطة جأش، مستفيداً من عزيمته القوية وقدرته
الخارقة على تحمل الصعاب.
وفي موسم 2003-2004، أصبح كارلس الكابتن الثالث في الفريق،
حيث لعب دوراً محورياً في احتلال البارسا وصافة بطولة الليغا،
علماً أنه خاض 27 مباراة في الدوري الأسباني مقابل سبع
في كأس الاتحاد الأوروبي.
يحتفل كارلس بويول اليوم بعيد ميلاده السادس والثلاثين.
بهذه المناسبة، نستعرض عليكم تقريراً مفصلاً حول مسيرة قلب
دفاع برشلونة والمنتخب الأسباني:
وتعين على بويول الانتظار حتى موسم 2004-2005 ليحرز
أول لقب له بقميص البلاوغرانا، حيث كان يحمل شارة الكابتن
عندما تربع الفريق على عرش الليغا تحت إمرة الهولندي فرانك ريكارد.
وفي العام التالي، قاد ابن لابوبلا دي سغور كتيبة البارسا إلى الاحتفاظ
بدرع بطولة الدوري المحلي، إذ حظي بتقديم اللقب أمام جمهور النادي
في قلعة الكامب نو قبيل انطلاق موقعة الدربي ضد إسبانيول.
ولم تمر سوى أيام معدودة حتى قاد بويول رفاقه إلى التتويج بلقب
دوري أبطال أوروبا في باريس بعد مباراة نهائية تاريخية أمام أرسنال
على ملعب فرنسا. وخلال ذلك الموسم، الذي سجل فيه هدفاً واحداً،
لم يغب كارلس إلا في خمس مباريات، علماً أن عدم مشاركته
لم يكن بسبب الإصابة، حيث قرر المدرب إراحته في ثلاث مناسبات،
بينما تعرض للإيقاف مرتين.
وفي موسم 2006-2007، خاض بويول 35 مباراة من أصل 38 جولة
في الليغا، لكنه تعرض إلى أسوأ إصابة في مسيرته بعد انتهاء منافسات
الدوري الأسباني. فقد أصيب بتمزق في أربطة ركبته خلال مباراة
ودية يوم 20 يونيو 2007 في بريتوريا ولم يعد للتباري
إلا في يوم 29 سبتمبر من العام ذاته. ورغم أنه تخلف عن مباريات
فريقه الأولى في الموسم التالي، إلا أن الكابتن خاض في نهاية
المطاف ما لا يقل عن 30 لقاء ضمن منافسات الليغا.
وفي موسم 2008-2009 عاد بويول ليضطلع بقيادة خط دفاع
الفريق بكل تفانٍ وفعالية، مساهماً بقدر كبير في فوز البارسا بثلاثية تاريخية.
فقد أقحمه غوارديولا في مركز الظهير الأيمن خلال موقعة حسم
دوري الأبطال، بينما نقله إلى الظهير الأيسر في نهائي كأس الملك،
علماً أنه خاض أغلب مباريات الموسم في قلب الدفاع.
وبالإضافة إلى إثبات قدرته على اللعب في مختلف المراكز
على صعيد الخطوط الخلفية، أظهر كارلس حساً هجومياً فريداً كذلك،
حيث سجل بعض الأهداف الحاسمة، لعل أبرزها ذلك الذي
أودعه برأسية بديعة في شباك ريال مدريد ماسهماً في عودة
البارسا فائزاً بنتيجة 6-2 من قلب سانتياغو بيرنابيو. وفي روما،
أصبح بويول أول قائد في تاريخ البارسا يتمكن من رفع لقب
دوري الأبطال مرتين.
وفي موسم 2009-2010، فاز كارلس بلقب الليغا للمرة الرابعة
في مشواره الكروي، علماً أنه كان من أكثر لاعبي الدفاع مشاركة فى
المباريات. بيد أن الوضع كان مختلفاً في الموسم التالي،
رغم أن البارسا تُوج بطلاً للدوري الأسباني وأضاف نجمة ثالثة
إلى سجله في دوري أبطال أوروبا. فقد اكتفى بويول بخوض 27 مباراة
فقط في الإجمال، مما يمثل أقل عدد من حيث مشاركاته مع الفريق
الأول منذ موسم 2000-2001. وفي نهاية الموسم،
أجريت له عملية تنظير مفصلي على غضروف ركبته اليسرى.
وعلى الصعيد الدولي، يُعتبر بويول من الركائز الأساسية في المنتخب الأسباني،
الذي خاض معه نهائيات كأس العالم في 2002 و2006 و2010،
كما مثل بلاده في نسختي 2004 و2008 من كأس أمم أوروبا.
وبعدما ساهم في تتويج لاروخا باللقب القاري في النهائيات التي استضافتها
سويسرا والنمسا مناصفة، لعب قلب دفاع البارسا دوراً حاسماً في فوز
منتخب بلاده بمونديال جنوب أفريقيا في صيف 2010،
حيث سجل هدف النصر الوحيد في نصف النهائي أمام ألمانيا،
ليعيد إلى الأذهان تلك الرأسية المتقنة التي هز بها شباك
كاسياس في الفوز التاريخي بنتيجة 6-2 على ملعب بيرنابيو